Sunday, November 27, 2016

الجوازم المضارع



المقدمة
بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد،  وعلى آله وصحبه ومن تبعه الى يوم الدين.
أما بعد :نبدأ تتأليف هذه المقالة بحركة قلمي وبعد تفكير الجد،  والأخذ فى الكتاب المتعمد التى تتعلق بموضوعنا، مع رجاء رحمة الله عز وجل لكي نكون إستطاعا تمام هذه المقالة فى الوقت المعين. وأما الموضوع  فى هذه المقالة "الجوازم المضارع" نظرنا من هذه الموضوع ، علمنا أن فى هذه المقالة يبحث عى الجوازم فى المضارع. كما علمنا أن الجزم  يدخل فى المضارع فقط، لا يدخل فى الماضى ولا فى الأمر. وهنا نبحث من أدوات الشرط، إما يجزم فعلا واحدا وإما يجزم فعلين،  وما يجزم فعلا واحدا، وما يجزم فعلا واحدا وما يجزم فعلين، وسيأتى بيانها إن شاء الله تعالى.

















الجوازم المضارع

ما يجزم فعلا واحدا
فصل : جازم الفعل نوعين : جازم لفعل واحد وجازم فعلين مضارعين.[1]
فالجازم لفعل واحد خمسة أمر :
1.                             الطلب
دال على أونهي أو إستفهام أو غير ذلك. وجاء بعده فعل المضارع مجرد من الفاء وقص به الجراء فإنه يكون مجزوما بذلك  الطلب.
          مثل / نحو : ( قل تعالوا اتل ) تقدم الطلب وهو (تعالوا) وتأخر المضارع المجرد من الفاء وهو (أتل) وقض به الجراء. إذ المعنى تعالوا فإن تأتونى أتْلُ عليكم، فالتلاوة عليهم مسببة عن مجيئهم فلذلك جزم.
2.     لم
          الثاني: مما يجزم فعل واحدا ,,لم,, وهو حرف ينفي المضارع ويقلبه ماضيا. قولك: لم يقم، ولم يقعد وكقوله تعالى : لم يلد ولم يلد.
3.     لما
          الثالث : لما أختها كقوله تعالى : (لما يقض ماأمره) (بل لما يذوقوا عذاب).
          وتشارك لما فلى أربعة أمور, وهي : الحرفية ولإختصاص بالمضارع وجزمه وقلب زمانه إلى المضيّ.
وتفارقها فى أربعة أمور : أحدها أن المنفي بها مستمر الإنتفاء إلى زمن الحال بخلاف المنفي بلم، فإنه قد يكون مستمرا، مثل "هل اتى على الإنسان حين من الدهر لم يكون شيئا مذكورا" لأن المعنى أنه قد كان بعد ذلك شيئا مذكورا ومن ثم امتنع أن تقول : لما يقم ثم قام لما، لما فيه من التناقض, وجاز لم يقم ثم قام. والثاني : أن لما تؤذن كثيرا بتوقع ثبوت ما بعدها. نحو (بل لما يذوقوا عذاب) أى إلى الآن ذقوه وسوف يذوقونه. ولم لا يقتضي ذلك، ذكر هذا المعنى الزمخشري والإستعمال والذوق يشهدان به. والثالث : أن الفعل يحذف بعدها. يقال : هل دخلت البلد ؟ فتقول: قَارَبَتُها ولما تريد ولما ادخلها. ولا يجوز قاربتها ولم، والرابع : أنها لا تقترن بحرف الشرط, بخلاف لم، تقول : إن لم تقم قمت ولا يجوز ان لما تقم قمت.[2]
4.     لام الأمر
الجازم الرابع : اللام الطلبية، وهي الدالة على الأمر، نحو : لينفق ذوسعة من سعته أو الدعاء, نحو : ليقض علينا رَبُكََ. الأعراب : ليقض : اللام لام الدعاء (سميت بذلك تأدبا مع من هو فوقك لأن الأمر ممن هو فوق لمن هو دونه) يقض : فعل مضارع مجزوم وعلامة جزمه حذف حرف العلة. (علينا) : متعلق ب (يقض ربك) : فعلية) استئنافية، لا محال لها من الإعراب، وبعضهم يعربها جواب النداء.
5.     لا الناهية
          الجازم الخامس : لا الطلبية، وهي الدالة على النهي، نحو (لا تشرك بالله) أو الدعاء، نحو : (لا تؤاخذنا)
فهذه خلاصة القول فيما يجزم فعلا واحدا.
         
الجاوم فعلين : الذي يجزم فعلين أربعة عشر أداة، وهي :
1.     ((إن)) نحو (وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِى أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخفُوْا يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللهُ) البقرة 384.
و هي         . وغيرها مما يجزم فعلين إنما جزمها لتضمنه معناها. فإن قلت : (من يذرنى أكرمه)، فالمعنى ((إن يذرنى أحد أكرمه)) لذلك بنيت أداوات الشرط لتضمنها معناها.
2.     ((إذما)) كقول الشاعر : (من الطويل) :
وَإِنكَ إِذْمَا تأتِ مَا أَنْتَ آمْر          بِهِ تُلْفِ مَنْ إِيَاهُ تأمُرُ آتيا
وهي حرف بمعنى ((إن)) وبقية الأداوات أسماء تضمنت معنى ((إن)) فبنيت وجزمت الفعلين. وعملها الجزم قليل. والأكثر أن تهمل، ويرفع الفعلان بعدها. وذهب بعضهم إلى أنها لا تجزم إلا فى ضرورة الشعر.
(وأصلها ((إذا)) الظرفية، لحقتها ((ما)) الزائدة للتوكيد، فحملتها معنى ((إن)) فصارت حرفا مثلها لا معنى لها إلا ربط الجواب بالشرط، بخلاف بقية الأداوات فإن لها، غير معنى الربط. معانى أخر، كما ستعلم. ومن النماة، كالمبرد وابن السرج والفارسي، من يجعلها إسمعا معتبرا فيها معنى الظرفية).
3.     ((من)) وهي إسم مبهم للعاقل، نحو : (مَنْ يَعْمَلْ سُوءً يُجْزَ به) النساء 123.
4.     ((ما)) وهي إسم مبهم لغير العاقل، نحو : (ومَا تَفْعَلُوْا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ الله) البقرة 197.
5.     ((مهما)) هي إسم مبهم لغير العاقل أيضا، نحو : (وَقَالُوْا مَهْمَا تَأْتِنَا به مِنْ أَيةٍ لِتسْحَرَنَا بها فَمَا نَحْنُ لك بمؤمنين) الأعراف 132.
(وهي على الصحيح، إما مركبة من "مه" التى هي إسم فعل الأمر للترجي والنهي. ومعناه ((اكفف)) ومن ((ما)) المتضمنة معنى الشرط، ثم جعلا كلمة واحدة الشرط الجزاء ويدل على هذا أنها أكثر ما تستعمل فى مقام الزجر والنهي، وإما مركبة من ((ما)) الشرطية و ((ما)) الزائدة للتوكيد، زيدت عليها كما تزاد على غيرها من أداوات الشرط، ثم ذكر أن يقولوا : ((ماما))، فأبدلوا من ألف الأولى هاء ليختلف اللفظان).
6.     ((متى)) وهي إسم زمان تضمن معنى الشرط، كقول الشاعر (من الطويل) :
          مَتَى تَأْتِيْهِ تَعْشُوْا إِلَى ضَوْءِ نَارِهِ           تَجِدْ خَيْرَ نَارٍ عِنْدَهَا خَيْرَ مُوْقِدِ
          وقد تلحقها ((ما)) الزائدة للتوكيد، كقوله (من الوافر) :
          مَتَى مَا تَلْقَنِي فَرْدَيْنِ، تَرْجُفْ               َوَانِفُ أَلْيَتَيْكِ وتَستطارا
7.     ((أيانا)) وهي إسم زمان تضمن معنى الشرط، كقول الشاعر (من البسيط) :
          أَيانَا نُؤْمِنْكَ، تَأْمَنْ غَيْرنا، وإذا              لَمْ تُدُرِكِ اْلأَمنَ مِنَا لَمْ تَزَلْ حَذِرًا
          وكثيرا ما تلحقها ((ما)) الزائدة للتوكيد، كقول الأخر (من الطويل) :
          إِذا النَعْجَةُ الْأَدْمَاُء بَاتَتْ بِقَفْرَةِ               َفأيانَ مَا تَعْدِلْ به الرِيْخ تَنْزِل
          (وأصلها : ((أي آن)) فهي مركبة من ((أي)) المتضمنة معنى الشرط، و ((آن)) بمعنى ((حين)) فصارتا بعد التركيب إسما واحدا للشرط فى الزمان المستقبل مبنيا على الفتح).
8.     ((أين)) وهي إسم مكان تضمن معنى الشرط، نحو : (أين تَنْزِلْ أَنْزِلْ). وكثيرا ما تلحقها ((ما)) الزائدة للتوكيد، نحو : (أَيْنَمَا تَكُوْنُ يُدْرِككُمُ الْمَوْتُ) النساء 78.
9.     ((أنى)) ولا تلحقها ((ما)), وهي إسم مكان تضمن معنى الشرط، كقول الشاعر (من الطويل) : خليلي، أنى تَأْتِيَانِيَ تأتيا أَخًا غيرما يرضيكما لا يحاول.
10.((حيثما)) وهي إسم مكان تضمن معنى الشرط، ولا تجزم إلا مقترنة ((ما)) على الصحيح، كقول الشاعر (من الحفيف) :
حيثما تستقم يُقَدِّرْ لَكَ الله نجاحًا فى غابر الأزمان.
11.((كيفما)) وهي إسم مبهم تضمن معنى الشرط، فتقضي شرطا وجوبا مجزومين عند الكوفين، سواء ألحقتها ((ما))، نحو (كيفما تكن يكن قرينك، أم لا، نحو :(كيف تجلس أجلسْ).
          أما البصريون فهي عندهم بمنزلة ((إذ))، تقتضى شرطا وجزاء، ولا تجزم. فهما بعدها مرفوعان غير أنها بالإتفاق تقتضى فعلين متفقي اللفظ والمعنى، كما رأيت، سواء أجزمت بها أم لم تجزم. (فلا يجوز أن يقال : (كيفما مجلس أذهب)، لختلاف معنى الفعلين وإن اتفق لفظهما. ولا (كيفما تجلس أقعد)، لإختلاف معنى لفظ الفعلين وإن اتفق معنهما).
12.((أي)) وهي اسم مبهم تضمن معنى الشرط، وهي من بين أدوات الشرط، معربة بالحركات الثلاث، لملازمتها الإضافة إلى المفرد، التى تبعدها من شبه الحرف الذي يقتضي بناء الأسماء، فمثالها مرفوعة : (أَي امرئٍ يخدم أمته تخدمه). ومثالها منصوبة : قوله تعالى : (أياما تَدْعوا فَلَهُ الأسماء الحسنى) الإسراء 110.  ومثالها مجرورة : (بأي قلم تكتب أكتب) و (كتاب اي تقرأ أقرأ). وهي ملازمة للإضافة إلى المفرد وقد يحذف المضاف إليه، فليحقها التنزين عوضا منه، كما فى الأيى الكريمة، إذ التقدير أي اسم تدعو. وكما فى المثال الرابع، إذ التقدير (كتاب أي رجل).[3]
ويجوز أن تلحقها "ما" الزائدة للتوكيد، كالسابقة، وكقوله تعالى : (أيما الأجلين قضيتُ فلا عدوان عليَّ) القصص 28.
13.((إذا)) وقد تلحقها ((ما)) الزائدة للتوكيد، فيقال : (إذاما) وهي إسم مبهم تضمن معنى الشرط، ولا تجزم إلا فى الشعر كقول الشاعر (من الكامل) :
          واستَغْنِ، ما أغْناَكَ رَبُّكَ، بالغِنَى وإذا تُصِبْكَ خصاصة فَتَجُمَّلِ
وقد يجزم بها فى النثر على القلة، ومنه حديث عليّ وفاطمة، رضي الله عنهما : إذا أخَذْتُمَا مضاجِعَكما تكبر أربعا وثلاثين.
          والفرق بين (إن)  و (إذا) أن الأولى تدخل على مايُشَكُّ فى حصوله، والثانية تدخل على ما هو محقق الحصول. فإن قلت : (إن جئت اكرمتك)، فأنت شاك فى مجيئه، فإن قلت : (إذا جئت أكرمتك)، فأنت يقين من مجيئه.
          والجزم بـ (إذا) شاذ، للمخافاة بينهما وبين (إن) الشرطية. وذلك أن أدوات الشرط إنما تجزم لتضمنها معنى (إن) التى هي موضوعة للإبهام والشاك، وكلمة (إذا) موضوعة للتحقيق فهما متنافيتان.

الأمثلة :
1.     لَمْ                 : لم يَلِدْ وَلَمْ يُلَدْ
لَمَّا                : لما يَذُوْقُواْ عذاب
          ألَمْ                : ألم نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكْ
          لام الامر         : لِيُنْفِقْ ذُوْسَعَةٍ
          لا الناهية         : لَا تَقْتُلُوْا أَوْلَادَكُمْ
2.     إن                : إن يَقُمْ زَيْدٌ أَقُمْ
ما                 : مَا تَفْعَلْ أَفْعَلْ
          من                : مَنْ يَرْجِعْ أَرْجِعْ مَعَهُ
          مهما              : مَهْمَا تَفْعَلْ أَفْعَلْ
          إذما               : إِذْمَا يَقُمْ زَيْدٌ يَقُمْ عَمْرُو
          أي                : أَياَّ تَضْرِبْ أَضَرِبْ
          متى              : مَتَى تَأْكُلْ أَكُلْ
          أيَّانَ               : أَيََّاَناَ تَعْدِلْ اَعْدِلْ
          أين               : أَيْنَمَا تَنْزِلْ أَنْزِلْ
          حيثما             : حَيْثُمَا تَسْتَقِمْ يُقَدِّرْ لَكَ اللهُ نَجَاحًا
          أنَّى               : أَنَّى تَسْتَقِمْ تَرْبَحْ
          كيفما             : كَيْفَمَا تَجْلِسْ أَجْلِسْ
          إذا                : إِذًا تُصِبْكَ خَصَاصَةٌ فَتَحَمَّلْ.[4]  
   

             
 
المراجع

-         جمال الدين عبد الله بن هشام الأنصارى المتوفى 761 هـ، اوضح المسالك بركات، يوسف هبور، سنة 741 هـ.
-         جمال الدين عبد الله بن هشام الأنصارى المتوفى  761 هـ ، قطر الندى وبل الصدى، بركات يوسف هبور
-         الشيخ المصطفى الغلا يين، جامع الدروس العربية.
-         إسعاف الطالبين، حاج محمد شكرى أونس، توكو بوكو مورنى، 1308 هـ .


 


1 جمال الدين عبد الله بن هشام الأنصارى المتوفى 761 هـ ، اوضح المسالك بركات، يوسف هبور، سنة 741 هـ ، ص. 180.
2 جمال الدين عبد الله بن هشام الأنصارى المتوفى  761 هـ ، قطر الندى وبل الصدى، بركات يوسف هبور
3 الشيخ المصطفى الغلا يين، جامع الدروس العربية، ص. 268-230.
4 إسعاف الطالبين، حاج محمد شكرى أونس، توكو بوكو مورنى، 1308 هـ , ص. 53-54.

No comments:

Post a Comment